خطابهاعليهاالسلام إلى الحاضرين في المسجد
ثم انتقلتعليهاالسلام من ذكر النبوّة إلى ذكر ما تركه الرسول الأعظمصلىاللهعليهوآلهوسلم من الثقلين: الكتاب والعترة الذين يقومان مقام النبي فقالت: وهي مخاطبة للحاضرين في المسجد النبوي حينذاك:
(أنتم - عباد الله - نصب أمره ونهيه) كلمة: (عباد الله) جملة معترضة بين المبتدأ والخبر، والمعنى: أخصّ بالخطاب عباد الله أنتم نصب أمره ونهيه، أي أنتم منصوبون لأوامره الله تعالى ونواهيه؛ لأنّكم كنتم موجودين عند ورود الأوامر والنواهي، والخطاب موجّه إليكم.
(وحَملة دينه ووحيه) أي الحاملون لأحكام الدين لمشاهدتكم سيرة الرسول والأحكام التي كانصلىاللهعليهوآله يصدّرها، وأنتم الحاملون لآيات القرآن حينما كان جبرئيل ينزل بها على الرسول يعلّمكم إيّاها.
(وأُمناؤ الله على أنفسكم) أنتم الذين ائتمنكم الله على دينه حتى تتلقّوا الأحكام من الرسول ثم تلقوها إلى الأفراد الذين لم يتعلّموا تلك الأحكام.
(وبلغاؤه إلى الأُمم) لا شك أنّ العلوم تنتقل من جيل إلى جيل على مرّ القرون، وحيث إنّكم عاصرتم الرسول وسمعتم أحاديثه وتعلَّمتم سُنّته؛ يجب عليكم أن تبلّغوا تلك الأوامر والتعاليم والأحاديث والسنن إلى