3%

فاطمة الزهراء تطالب حقّها المغصوب

إلى هنا أنهت السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام حديثها عن فلسفة الإسلام، وعن علل الشريعة الإسلامية، ثم عرَّجت على كلامها المقصود وهدفها المنشود، وهو المطالبة بحقّها والتظلّم من السلطة الحاكمة.

وقبل كل شيء وجّهت الخطاب إلى الشعب الحاضر في المسجد، في المؤتمر الإسلامي لأنّهم بايعوا رئيس الدولة، ولم توجّه الخطاب إلى رئيس الدولة لأنّه هو أحد طرفي المحاكمة، وهو المقصود بالمخاصمة والإدانة؛ ولهذا عرّفت نفسها للحاضرين كما هي الأصول المتّبعة في المحاكمات، ولأنّها الطرف الآخر للمحاكمة، ولأنّها تمثّل آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعترته الطيّبين بل هي ملكة الإسلام، والمحاكمة وقعت بمحضر من المهاجرين والأنصار وغيرهم، وهم يومذاك من الشخصيات الإسلامية البارزة المرموقة ومن الوزن الثقيل.

وموضوع المحاكمة هي الأراضي والمقاطعات التي كانت تحت تصرّف السيدة فاطمة الزهراء منذ سنوات، ثم استولى عليها أبو بكر وصادرها بدون مبرّر شرعي، ولهذا وجّهت السيدة فاطمة الزهراء كلامها إلى الحاضرين في ذلك المؤتمر، فقالت: (أيّها الناس اعلموا أنّي فاطمة) ذكرت اسمها للمستمعين، ذلك الاسم الذي لا يجهله أحد، ذلك الاسم الذي سمعه الناس مراراً وتكراراً من فم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) مشفوعاً بالعواطف النبويّة،