3%

وقوله: أنا عبد الله وأخو رسول الله، وأنا الصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم لا يقوله غيري إلاّ كذّاب(1) .

(ولنعم المعزيّ إليه صلّى الله عليه وآله وسلّم) نِعم المنسوب إليه والمنتمي إليه، أنّه أشرف مَن ينتسب إليه، وأطهر مَن ينتمي إليه؛ لأنّه علة الإيجاد، وبيُمنه رُزق الورى.

(فبلّغ الرسالة صادعاً بالنذارة) بلّغ الرسول كل ما أُمر بتبليغه مظهراً بالإنذار والتخويف بعذاب الآخرة.

(مائلاً عن مدرجة المشركين) وفي نسخة: (ناكباً عن سنن مدرجة المشركين) أي عدل عن طريقة المشركين ومسلكهم.

(ضارباً ثبجهم) أي كان الرسول ضارباً كواهل المشركين وظهورهم، والمقصود جهاد الكفّار والمشركين.

(آخذاً بأكظامهم) أي ممسكاً على أفواههم، أو مخارج أنفاسهم، وهي كناية عن إيقافهم عند حدّهم، وإحباط مؤامراتهم، وتفنيد أباطيلهم.

(داعياً إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة) .

كان يدعو إلى الله، لا إلى الدنيا، إلى سبيل ربّه، لا سبيل غيره، ويراعي في دعوته مستويات الناس، فيدعو بالحكمة وهي المقالة الموضّحة للحق والمزيحة للشبهة، هذا بالنسبة للطبقة الواعية المثقّفة، ويدعو بالموعظة الحسنة وهي الخطابات المقنعة للنفوس، والعبر النافعة للحياة، وهذا بالنسبة للطبقة العامة.

ويجادلهم بالتي هي أحسن، وهي أحسن طرق المجادلة والتفاهم، وإقامة الأدلّة والبراهين بالنسبة للمعاندين.

(يكسر الأصنام) التي كان المشركون يعبدونها ويعتبرونها آلهة من دون الله.

__________

(1) راجع كتابنا (علي من المهد إلى اللحد) للمزيد من المعلومات حول البحث.