3%

إنهيار الباطل أمام حُجَّة الحق

لمّا زيّفت السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام الحديث الذي اختلقه أبو بكر ونسبه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأبطلت ذلك الادّعاء بالأدلة القاطعة والحجج الساطعة، عجز أبو بكر عن تفنيد الحجج والبراهين التي استدلت بها السيدة فاطمة. ولهذا دخل من باب آخر، كي لا يتحمّل المسؤولية هو وحده، بل تكون المسؤولية على المسلمين الذين وافقوا على تصرّفاته، فقال: (صدق الله وصدق رسوله وصدقت ابنته) تصديق لآيات المواريث بين الأنبياء، وتصديق للرسول الذي لا يخالف القرآن وكأنّه ينسحب عن الحديث الذي نسبه إلى النبي (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) وتصديق لكلام بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(أنتِ معدن الحكمة، وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين وعين الحجّة) اعترافات عجيبة تدل على التنازل والانسحاب (لا أُبعدُ صوابكِ ولا أُنكر خطابكِ) إقرار بصواب قولها، واعتراف بصدق خطابها وكلامها، ولكن كلّه صوريّ: أي باللسان لا بالعمل، فالزهراء صادقة القول في ادّعائها فدك، لا يشك أحد في ذلك ولكن السلطة المعترفة بصدق كلامها لا تردّ إليها حقوقها، لماذا؟ وكيف؟

(هؤلاء المسلمون الحاضرون بيني وبينك هم قلّدوني الخلافة) وهذا اعتراف صريح منه أنّه لم يصل إلى الخلافة بالنص والتعيين من رسول الله (صلّى الله عليه