الإمام عليّ في انتِظَار فاطمَة الزهرَاء
كان الإمام أمير المؤمنينعليهالسلام ينتظر السيدة فاطمة الزهراءعليهاالسلام زميلته في الجهاد، وشريكته في الآلام والآمال.
ينتظر رجوعها من ساحة الجهاد، من مسجد أبيها.
من المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في أكبر مركز إسلامي يومذاك.
رجعت وهي مرهقة بأتعاب الجهاد المتواصل؛ وحياتها كلها جهاد.
رجعت وهي منتصرة، وإن كانت - في الوقت نفسه - مغلوبة على أمرها مظلومة مهضومة، منكسرة القلب، متعبة الأعصاب، حزينة.
انتصرت؛ لأنّها أعلنت للجماهير، للأجيال، للتاريخ: أنّها مظلومة، مغصوب حقّها، أنّها أدانت السلطة بالخطأ المكشوف، بالاعتداء المقصود.
انتصرت؛ لأنّها عرّفت الإسلام كما ينبغي.
تحدّثت عن النقاط الرئيسية في الإسلام: عن التوحيد، عن النبوّة والإمامة، وعلل الأحكام، وفلسفة الشريعة الإسلامية، وبكل ما يدور في هذا الفلك الواسع الشاسع.
ووصلت إلى بيتها، وقد بقي الشوط الأخير من أشواط الجهاد.
رجعت لتكشف حقيقة أُخرى لأهل العالم، للتاريخ.
واختارت - لكشف الحقيقة - هذه الطريقة وهذا الأُسلوب أُسلوب الحوار مع زوجها.
الحوار الذي يشبه العتاب.