وفي الوقت نفسه تتحدّث عن الأحداث، عن موقف السلطة يومذاك.
عن موقف المسلمين الذين استولت عليهم الحيرة والدهشة والذهول.
الضمائر تؤنّبهم، والإحساس بالألم يُجري دموعهم، الخوف من السلطة يخرسهم، فهم في ذهول.
يرون شيئاً، ويسمعون أشياء.
يرون رئيس الدولة، وهو يدَّعي أنّه يمثّل صاحب الشريعة الإسلامية.
ويسمعون من ابنة صاحب الشريعة (فاطمة) الآهات، وكلمات التظلّم والسخط على الحكّام.
رجعت إلى الدار لتكشف موقف زوجها العظيم تجاه تلك الأحداث، فقالت: (يا بن أبي طالب).
ربّما يتصوّر بعض أهل العلم من الخطباء وغيرهم أنّ الزهراء تحدّث زوجها العظيم بهذا التحدّي الصريح اللاذع.
إذ إنّها تخاطبه بكلمة: (يا بن العم) أو (يا أبا الحسن) أو (يا عليّ) أو ما أشبه ذلك من الكلمات التي تناسب للزوجة أن تخاطب بها زوجها.
فيحملون هذا التحدّي على مدى تأثّرها من الأحداث، وتألّمها ممّا جرى.
أقول: سبحان الله! وأي منقصة في هذا الخطاب؟
وأيّ عارٍ في هذا النسب؟
أبو طالب:
شيخ الأباطح، سيّد أهل مكّة، حامي الرسول، مفخرة التاريخ، عظيم