خطبَةُ الزّهرَاء في نِساء المـُهاجِرِينَ وَالأنصَار
قال سويد بن غفلة:
لمّا مرضت فاطمةعليهاالسلام المرضة التي توفّيت فيها اجتمع إليها نساء المهاجرين والأنصار يَعُدْنَها فقلن لها: كيف أصبحتِ من علَّتك يا ابنة رسول الله؟
فحمدت الله، وصلّت على أبيها، ثم قالت:
أصبحتُ - والله - عائفةً لدنياكنَّ (1)
قاليةً لرجالكن (2)
لفظتُهم بعد أن عجمتهم (3)
وشنئتهم بعد أن سَبَرتهم (4)
فقبحاً لفلول الحد (5)
واللعب بعد الجدّ (6)
وقرع الصفاة، وصدع القناة (7)
__________
(1) عائفة: كارهة.
(2) قالية: مبغضة.
(3) لفظتهم: رميت بهم. عجمتهم: مضغتهم.
(4) شنئتهم: أبغضتهم. سبرتهم: عرفت عمقهم، أي تأمّلتهم.
(5) فلول الحد: ثلمة حدّ السيف.
(6) الجِدّ - بكسر الجيم -: ضد الهزل واللعب.
(7) قرع الصفاة: ضرب الضخرة الملساء. وصدع القناة: استرخاء الرمح. وقيل: الصدع: الشق.