فاطِمةُ الزهْرَاءُ تَضَعُ النقَاطَ عَلَى الحرُوف
(أصبحتُ - والله - عائفة لدنياكن) نعم، إنّها تبدي تنفّرها عن الحياة الدنيا، وكراهتها لذلك المجتمع الذي لا يؤمن بالقيم.
(قالية لرجالكن) ويحقّ لها أن تبدي اشمئزازها وغضبها على رجال المدينة، الذين كان موقفهم تجاه السيدة فاطمة الزهراء موقفاً غير طيّب، فلقد مرَّ عليك أنّهم أبدوا انزعاجهم من بكاء السيدة فاطمة الزهراء على فقد أبيها الرسولصلىاللهعليهوآله ولم يتجاوبوا معها في إسعافها والوقوف معها.
(لفظتهم بعد أن عجمتهم) أي رميتهم من فمي بعد أن عضضتهم، كما يرمي أحدنا اللقمة من فمه ويشمئز منها.
(وشنئتهم بعد أن سبرتهم) أي أبغضتهم ومللتهم بعد أن اختبرتهم، وكرهتهم بقلبي بسبب سوء تصرّفاتهم.
(فقبحاً لفلول الحد) شبّهت السيدة فاطمة الزهراءعليهاالسلام رجال أهل المدينة بالسيف الذي انثلم حدّه فلا يقطع، إشارة إلى قعودهم عن نصرتها، وخذلانهم إيّاها، فكأنّهاعليهاالسلام تستقبح فيهم سكوتهم عمّا جرى على بنت نبيّهم من الظلم والاضطهاد.
(واللعب بعد الجد) والمقصود: عدم المبالاة بالحق بعد اهتمامهم بذلك، فإنّهم كانوا جادّين في نصرة الإسلام، ولكن الآن صاروا وكأنّهم يلعبون ألعاباً سياسية.