6%

القيادة الإسلامية المفكَّكة

إنّ الإسلام والقيادة الإسلامية وصلت إلى يد عليعليه‌السلام وهي مفكّكة العرى محطّمة الجوانب، مشوّهة السمعة.

ولمّا أراد الإِمام علي أن يصلح تلك المفاسد، وأن يعيد الإِسلام إلى طريقه السوي ويلبسه حلّة القداسة والجمال، وإذا به يجد أصحاب المطامع يقومون ضدّه، ويشهرون سيوفهم في وجهه، فتكوّنت الحروب الداخلية وقامت المجازر على قدمٍ وساق.

واعلم أنّ الذين أقاموا الحروب الداخلية ووضعوا نواتها الأساسية هم أربعة فقط: طلحة والزبير وعائشة ومعاوية.

وكان الزبير وطلحة يهدفان الوصول إلى الحكم من خلال إثارة الاضطرابات في حكومة خليفة رسول الله، وقد اتخذا عائشة ذريعة لذلك.

أمّا معاوية، فكان يهدف المحافظة على كرسيّه في الشام، كما صرّح هو بذلك فيما بعد.

وقد ذكرنا الشيء اليسير من تلك المآسي في الجزء الأوّل والثاني والثالث من شرح نهج البلاغة.

وأنت إذا راجعت وقارنت فسوف تنكشف لك أمور، وتتضح لك أسرار.

نحن لا زلنا في شرح الخطبة:

(ولبان لهم الزاهد من الراغب) إنّ السيدة فاطمةعليها‌السلام لا تزال توالي حديثها عن زوجها الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وإنّه لو كان يستلم القيادة كان يقنع من الدنيا بالشيء اليسير اليسير، وذلك بمقدار