6%

التّسمِيَة

تعتبر تسمية الطفل المولود أو التسمية (بصورة عامّة) من سنن الله تعالى الأولى وقد سمَّى الله تعالى آدم وحوَّاء يوم خلقهما، وعلَّم آدم الأسماء كلّها، وقد سار الناس على هذه السنّة أو السيرة. فالتسمية لا بدَّ منها عند البشر المتحضّر، ولعلّ البشر المتوحّش في الغابات بسبب ابتعادهم عن الحضارة لا يعرفون التسمية ولا يسمُّون.

وتختلف أسماء البشر على مرِّ الأجيال والعصور، وعلى اختلاف لغاتها فقد توجد هناك مناسبة بين الاسم والمسمَّى، وقد لا توجد، وقد يكون للإسلام معنى في قاموس اللغة وقد لا يكون له معنى، بل هو اسم مخترع لا من مادة لغوية.

أما أولياء الله فإنَّ التسمية تعتبر عندهم ذات أهمية كبرى، ولا يخلو الأمر عن الحقيقة، أنَّ الإنسان ينادى ويدعى باسمه، فكم هناك فرق بين الاسم الحسن الجيِّد، وبين القبيح السيئ؟

وكم هناك فرق بين تأثير نفس صاحب الاسم بهذا وذاك؟ وهكذا تأثّر السامع للاسم؟ فهذه امرأة عمران ولدت بنتاً فقالت:( وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ ) .

واختار الله لنبيّه يحيىعليه‌السلام هذا الاسم قبل أن تنعقد نطفته في رحم أُمِّه؛ لأنَّ زكريا سأل ربّه قال:( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً ) (1) .

____________________

(1) مريم: 7.