فكانت تصرّفاتهم لا تتفق مع القرآن الكريم، ولا السنّة النبوية، ولا منطق العقل ولا قانون الإنسانية، ولا نظام العدل، ولا تعاليم الإسلام.
بل كانوا يحكمون على أموال الناس ودمائهم حسب رغباتهم الشخصية وشهواتهم النفسية، وإجابة للحرص والجشع، وإطاعة لأهوائهم.
فالناس لا كرامة لهم ولا قيمة لحياتهم عند هؤلاء، وليس المهم عند أولئك الحكّام أن يعيش الناس برخاء ورفاه أو يموتوا جوعاً وفقراً وإنّما المهم المحافظة على عرش الحاكم وإبقاء جبروته وإشباع شهواته ورغباته وترفه وبذخه، ولو كان مستلزماً لإراقة دماء الشعب المسلم البريء المسكين، وما قيمة المسلم وما حرمة الإسلام أمام أهواء الحاكم الدكتاتوري الظالم السفّاك الذي لو كان يؤمن بالله واليوم الآخر لكان سلوكه على خلاف تلك الأعمال المناقضة للدين الإسلامي.
ولعلّك - أيها القارئ - تتصوّر وتظن أنّ في كلامي هذا شيئاً من المبالغة والإسراف، ولكنّك لو اطلعت على تاريخ الأمويين والعبّاسيين والمجازر والمذابح الجماعية التي قاموا بها لصدّقت كلامي، بل واعتبرت كلامي هذا أقلّ من القليل عن الواقع الذي مرّت به الأمّة الإسلامية عبر القرون!.
إنّهم جعلوا الحياة جحيماً وعذاباً أليماً على المجتمع الإسلامي الذي كان يعيش تحت سياطهم وسيوفهم!.
وهاك مثالاً واحداً على بعض ما نقول:
بعث يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة، وكان أحد جبابرة العرب