الإضبارة السوداء الشوهاء، وتستولي عليه حالة التهوّع والتقيّؤ.
حتى قال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمّة بخبيثها وجئنا بالحجّاج لغلبناهم.
وقال عاصم: ما بقيتْ لله (عزّ وجلّ) حُرمة إلاّ وقد ارتكبها الحجاج!
هذه نماذج قليلة وضئيلة بالنسبة لما جرى وحدث، وبعد استعراض تلك الفجائع التي يملّ الإنسان الحياة حين قراءتها، عند ذلك تتضح لنا صحّة ما أنذرت به السيدة فاطمة الزهراءعليهاالسلام الجماعة التي استبدلت تلك القيادة بقيادة آل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
ويظهر لنا صدق كلامها حين المطابقة والمقارنة بين كلامها: (وأبشروا بسيف صارم، وسطوة معتدٍ غاشم، وهرج شامل، واستبداد من الظالمين يَدَع فيئكم زهيداً، وجمعكم حصيداً) وبين الحوادث والمآسي التي مرّت بها الأمّة الإسلامية.
وأخيراً ختمت السيدة فاطمة الزهراءعليهاالسلام خطابها للنساء بهذه الجملات: (فيا حسرة لكم) هذه الكلمة مأخوذة من قوله تعالى:( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) فالمعنى: يا لكم من حسرة وندامة على ما فاتكم من الخير والهداية، والأمن والأمان، والأجر والثواب في الدنيا وفي الآخرة.
(وأنّى لكم؟) أي ما أدري إلى ما يصير أمركم وقد سلكتم عن طريق الهداية، ووقعتم في موارد الهلكة والخسران.
(وقد عميت عليكم) خفيت عليكم الحقائق بسبب قلّة تدبّركم فيها.