10%

إتمَامُ الحجّةِ عَلَى المـُهاجرين وَالأنصَار

كان الأنسب أن يكون هذا البحث قبل خطبتها التي خطبت بها للنساء، ولكن رعايةً لتوالي خُطَبها ذكرنا كما سلف.

كان الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام يسير على خطّة حكيمة تتفقْ مع العقل والمنطق والدين، وينتهز الفرص لإحقاق حقّه وإثبات مظلوميته وإتمام الحجّة على ذلك المجتمع، بل وتسجيلها في سجلّ التاريخ؛ كي يعلم ذلك الشعوب التي جاءت بعد ذلك اليوم وإلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله.

من الصحيح أن نقول: إنّ الإمام عليّاًعليه‌السلام كان يرى لزاماً عليه أن يتمّ الحجّة على الناس، ويبيّن لهم أنّ الخلافة من حقّه الذي جعله الله ورسوله له، وحتى إذا كان عالماً أنّ الناس لا يتجاوبون معه، وهكذا يبيّن لهم أنّ فدك من حق السيدة فاطمة الزهراء.

فهو - شرعاً - خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سواءً أذعن له الناس أو لم يذعنوا، وسواء خضع له المجتمع أو لم يخضع، وهكذا إنّ فدك مِلكٌ للسيدة فاطمة الزهراء سواءً أعطوها حقّها أو لا.

والسيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام لها المكانة المرموقة والشخصية المشهورة في ذلك المجتمع، فلا بأس لو أنّ السيدة الزهراء تتكلّف وتتجشّم تأييد زوجها في إثبات الحق والحقيقة والمطالبة بحقّها، فلا عجب إذا كانت ترافق زوجها العظيم، وولديها سيّدي شباب أهل الجنّة، وتستنجد بالصحابة لئلاّ يكون للناس على الله حجّة، لئلا يقولوا: كنّا غافلين ناسين أو