فاطمة الزهراءعليهاالسلام طريحة الفراش
أسفي عليها.
أسفي على شبابها، أسفي على آلامها، أسفي على قلبها المتوقّد الملتهب.
أسفي على خاطرها المنكسر.
صارت طريحة الفراش، أخذ المرض والهزال منها كل مأْخذ.
واستولى الذبول على تلك الزهرة الزهراء.
إنّها لا ترجو العلاج والدواء، ولا تأمل في البقاء.
إنّها تنتظر الموت، تنتظر التخلّص من هذه الحياة.
تتمنّى أن تلتحق بأبيها الرسول.
لقد اقتربت شمسها نحو الغروب.
لقد كادت شمعة الرسول أن تنطفئ.
لقد ضاقت الدنيا وضُيّقت عليها.
تنظر إلى زوجها العظيم، جليس الدار، مسلوب الإمكانيات، مغصوباً حقّه وإلى أملاكها قد صودرت، وإلى أموالها قد غُصبت.
استغاثت فلم يغثها أحد، واستنصرت فلم ينصرها أحد.
منعوها عن البكاء على أبيها رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أشرف الآباء.