أسْبَابُ انحراف صحّتِها
انتشر خبر مرض السيدة فاطمة الزهراء في المدينة، وسمع الناس بانحراف صحّتها.
ولم تكن تشكو السيدة فاطمة الزهراء من داء عضال، بل الهموم والمصائب والآلام هي التي ساعدت على استيلاء الهزال والذبول عليها.
وكثرة البكاء على أبيها وعلى حياتها ساعدت على زوال الطراوة والنضارة عن وجهها.
والجفاء والخشونة والمواقف غير المشرّفة التي شاهدتها من بعض المسلمين، وانقلاب الأمور، وتبدّل الأحوال وتغيّر الأوضاع السياسية والاجتماعية كان لها أكبر الأثر عليها.
ولقد حدث لها بين حائط دارها والباب حوادث أدّت إلى سقوط جنينها.
والسياط التي أدمت جسمها الطاهر، وتركت في بدنها آثاراً عميقة.
والضرب المبرّح الذي ألَّم جسمها ونفسها وروحها.
كل هذه الأمور ساهمت في انحراف صحّتها، وقعودها عن ممارسة أعمالها المنزلية.