عيادة أُم سلمة للسيّدة فاطمة الزهراء
تُعتبر السيدة أُمّ سلمة من خيرة زوجات رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته وبعد مماته... فلم تؤذ النبي بكلامها أو تصرّفاتها، ولم تتآمر عليه مع ضرّاتها، كما حدث من بعضهنّ في قصّة المغافير ونزول قوله تعالى:( يَا أَيّهَا النّبِيّ لِمَ تُحَرّمُ مَا أَحَلّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ) .
بل أحسنت صحبته ومعاشرته في حياته.
وبعد وفاتهصلىاللهعليهوآلهوسلم كانت لها مواقف مشرّفة ومشكورة تجاه آل رسول الله، ولم تنحرف عنهم في خضمّ الأحداث التي عصفت بهذه الذريّة الطاهرة، بل وقفت موقف المدافع والمحامي والناصر، وشاركتهم في الآلام والأحزان.
ولمّا مرضت السيدة فاطمةعليهاالسلام دخلت عليها أُمّ سلمة عائدةً لها فقالت: كيف أصبحتِ عن ليلتك(1) يا بنت رسول الله؟
قالتعليهاالسلام : أصبحت بين كَمد وكرب، فُقد النبي وظُلم الوصي.
هُتك - واللهِ - حجاب مَن أصبحت إمامته مقتضية، على غير ما شَرَع الله في التنزيل، وسنّها النبي في التأويل، ولكنّها أحقاد بدريَّة، وترات أُحُدية(2) كانت عليها قلوب النفاق متمكّنة...) إلى آخر كلامهاعليهاالسلام (3) .
____________________
(1) وفي نسخة: علَّتك.
(2) ترات: جمع ترة - كعِدة -: الانتقام.
(3) المناقب لابن شهر آشوب ج 2 ص 205.