3%

عيادة عائشة بنت طلحة

للسيّدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام

ودخلت عليها عائشة بنت طلحة فقالت: بأبي أنتِ وأُميّ: ما الذي يبكيك؟

فقالتعليها‌السلام لها: أسائلتي عن هنة حلّق بها الطائر وحفى بها السائر، ورَفع إلى السماء أمراً، ورُزئتُ في الأرض خبراً؟!

إن قُحيف تيم، وأُحيول عدى(1) جازيا أبا الحسن في السباق، حتى إذا تفرّيا بالخناق اسرّا له الشنان(2) وطوياه الاعلان.

فلمّا خبا نور الدين، وقُبض النبي الأمين، نَطقا بِفَورهما، ونفثا بسَورهما(3) وإدالاً بفدك(4) فيا لها لمن ملك.

إنّها عطيّة الربّ الأعلى للنجيّ الأوفى، ولقد نَحَلنيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله للصبيّة السواغب من نجله ونسلي، وإنّها لبعلم الله وشهادة أمينه.

فان انتزعا مني البُلغة، ومنعاني اللمظة، احتسبتُها يوم الحشر زلفة، وليجدنّها آكلوها ساعرةَ حميم في لظى جحيم(5) .

____________________

(1) قحيف تصغير قحف، باعتبار أنّ أبا بكر هو ابن قحافة، وقحافة مشتق من القحف وهو جرف ما في الإناء من ثريد وغيره، فهو كناية عن الجشع والأكل والشرب بنَهَم شديد / لسان العرب - حرف الفاء.

أحَيول: تصغير أحول، وهو الذي في عينه حَوَل أي: تغيير.

(2) الشنآن: البغضاء.

(3) الفَور: الغليان والاضطراب. نفث: تكلَّم، ومنه: نفث الشيطان على لسانه. السَور - بفتح السين والواو -: حدّة الشيء وشدَّتُه.

(4) إدالاً: غَلباً.

(5) كتاب الأمالي للشيخ الطوسي ج 1 ص 207.