العبّاس يحاول عيادة السيّدة فاطمة
اشتدّ المرض بسيّدة نساء العالمين، وثقلت، فجاءها العباس بن عبد المطلب عائداً، فقيل له، إنّها ثقيلة، وليس يدخل عليها أحد، فانصرف إلى داره وأرسل إلى عليعليهالسلام فقال لرسوله: قل له: يا ابن أخ! عمُّك يقرئك السلام ويقول لك: لله قد فاجأني من الغمّ بشكاة حبيبة رسول اللهصلىاللهعليهوآله وقرّة عينه وعيني فاطمة ما هدّني، وإنّي لأظنّها أوّلنا لحوقاً برسول اللهصلىاللهعليهوآله يختار لها ويحبوها ويزلفها لربّه.
فإن كان من أمرها ما لا بدَّ منه فاجمع - أنا لك الفداء - المهاجرين والأنصار حتى يصيبوا الأجر في حضورها والصلاة عليها، وفي ذلك جمال للدين.
فقال عليعليهالسلام لرسوله: أبلغ عمّي السلام وقل: لا عدمتُ إشفاقك وتحيّتك، وقد عرفت مشورتك، ولرأيك فضله، إنّ فاطمة بنت رسول اللهصلىاللهعليهوآله لم تزل مظلومة، من حقّها ممنوعة، وعن ميراثها مدفوعة، ولم تُحفظ فيها وصيّة رسول اللهصلىاللهعليهوآله ولا رُعي فيها حقّه ولا حق الله عزّ وجل، وكفى بالله حاكماً ومن الظالمين منتقماً، وأنا أسألك يا عمّ أن تسمح لي بترك ما أشرت به، فإنّها وصّتني بستر أمرها.
فلما بلّغ الرسول كلام علي إلى العباس قال: يغفر الله لابن أخي فإنّه