3%

فاطمة الزهراء على أعتاب الآخرة

كانت السيدة فاطمة الزهراء في ذلك اليوم، اليوم الأخير من حياتها طريحة على فراشها المتواضع، وقد أخذ الهزال منها كل مأخذ، وما بقي منها سوى الهيكل العظمي فقط.

نامت السيدة فاطمة في ساعة من ساعات ذلك اليوم، وإذا بها ترى أباها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام، ولعلّ تلك المرَّة هي الأُولى والأخيرة التي رأت أباها الرسول في المنام.

رأت أباها في قصر من الدر الأبيض، فلمّا رآها قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : هلمِّي إليَّ يا بُنَيَّة، فإنِّي إليكِ مشتاق!!

فقالت: والله إنّي لأشد شوقاً منك إلى لقائك.

فقال لها: أنت الليلة عندي!!

انتبهت من غفوتها، واستعدّت للرحيل إلى الآخرة، فقد سمعت من أبيها الصادق المصدَّق الذي قال: (مَن رآني فقد رآني) سمعت منه نبأ ارتحالها فلا مجال للشك والتردّد في صدق الخبر.

فتحت عينها، واستعادت نشاطها، ولعلّها كانت في صحوة الموت وقامت لاتخاذ التدابير اللازمة، واغتنمت تلك السويعات الأخيرة من حياتها.

ويعلم الله مدى انشغال قلبها وتشتّت فكرها في تلك اللحظات، فهي مسرورة بالموت الذي سوف يحلُّ بها، فإنّها تستريح من هموم الدنيا