هودج العروس؟
فقالت أسماء: إنّ فاطمة أمرتني أن لا يدخل عليها أحد، وأريتُها هذا الذي صنعت وهي حيّة، فأمرتني أن أصنع لها ذلك.
قال أبو بكر: فاصنعي ما أَمَرَتْكِ. ثم انصرف.
وأقبل الشيخان إلى علي يعزّيانه، ويقولان له: يا أبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله.
فلم يجبهما عليعليهالسلام .
فقال عمر لأبي بكر: إنّ عليّاً لا يُجيبنا لشدَّة حزنه(1) .
كان الناس ينتظرون خروج الجنازة فأمر عليعليهالسلام أبا ذر وقيل: سلمان، فنادى: انصرفوا، فإنّ ابنة رسول الله قد أُخِّر إخراجها في هذه العشيّة(2) .
فقال عمر لأبي بكر: إنّهم يريدون دفنها سرّاً، حتى لا نشهد جنازتها(3) .
وهكذا تفرّق الناس، وهم يظنّون أنّ الجنازة تشيّع صباح غدٍ، إذ إنّ السيدة فاطمة الزهراء فارقت الحياة بعد صلاة العصر، أو أوائل الليل(4) .
مضى من الليل شطره، وهدأت الأصوات، ونامت العيون، ثم قام
____________________
(1) كامل البهائي لعماد الدين الطبري ج 1 ص 311.
(2) أي: إنّ تشييع الجنازة سيتم في وقت متأخّر من الليل؛ ولهذا قال: قد أُخّر إخراجها في هذه العشيّة، ولم يقل: عن هذه العشيّة. إلاّ أنّ الناس فهموا من كلامه غير ما قصده.
(3) كامل البهائي لعماد الدين الطبري ج 1 ص 311.
(4) بحار الأنوار ج 43.