فاطمة الزهراء في مثواها الأخير
لقد قرأت أنّ السيدة فاطمةعليهاالسلام أوصت الإمام أمير المؤمنينعليهالسلام بأن يدفنها ليلاً، وأن لا يُعلم أحداً بموضع قبرها، بل يبقى قبرها مخفيّاً من يوم وفاتها إلى يوم الفصل الذي كان ميقاتاً، ليجلب هذا العمل إنتباه المسلمين، وعلى الأخصّ الحجّاج والمعتمرين الذين يزورون قبر الرسولصلىاللهعليهوآله في المدينة المنوّرة، ومراقد الأئمّة في البقيع، ويتساءلون عن قبرها فلا يجدون لذلك أثراً ولا خبراً.
فالقبر كان ولا زال مجهولاً عند المسلمين بسبب اختلاف المؤرّخين والمحدّثين فهناك أحاديث تصرّح بدفنها في البقيع، وهناك روايات أنّها دُفنت في حجرتها وعند توسيع المسجد النبوي الشريف صار قبرها في المسجد.
فإن صحّ هذا القول فإنّ صُوَر القبور التي صوَّرها الإِمام في البقيع كان لغرض المغالطة، وصرف الأنظار عن مدفنها الحقيقي.
وإن كان الإِمام قد دفنها في البقيع فالقبر كان ولا يزال مجهولاً.
وعلى كل تقدير: لقد حفروا القبر للسيدة فاطمة، حفروا مرقداً لتلك الزهرة الزهراء، واللؤلؤة النوراء، وتقدّم أربعة رجال وهم علي والعباس والفضل بن العباس ورابع(1) - يحملون ذلك الجسد النحيف(2) .
____________________
(1 و 2) مستدرك الوسائل باب الدفن.