وممّا زاد في المصيبة، وضاعف في أبعاد الكارثة أنّ السيدة أوصت إلى زوجها أن يكون تشييع جثمانها ليلاً وسرّاً، وبإخفاء قبرها بحيث لا يكون لقبرها أثر ولا علامة.
ولهذا هاجت به الأحزان لما نفض يده من تراب القبر فأرسل دموعه على خديه وحوّل وجهه إلى قبر رسول اللهصلىاللهعليهوآله ثم قال:
السلام عليك يا رسول الله عنّي (1) .
السلام عليك عن ابنتك وزائرتك (2) .
والبائتة في الثرى ببقعتك.
والمختار الله لها سرعة اللحاق بك.
قلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري.
وعفى عن سيّدة نساء العالمين تجلّدي (3) .
إلاَّ أنّ في التأسّي لي بسُنَّتك في فرقتك موضع تعزّ (4).
فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك.
بعد أن فاضت نفسك (5) بين نحري وصدري.
وغمّضتك بيدي.
____________________
(1) وفي نسخة: السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك.
(2) وفي نسخة: السلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرّة عينك وزائرتك.
(3) وفي نسخة: وضعف عن سيّدة النساء.
(4) وفي نسخة: بسنّتك، والحزن الذي حلّ بي لفراقك موضع التعزّي.
(5) وفي نسخة: على صدري.