6%

مَوَاكِبُ الشّعرَاء في رثَاءِ السَيّدَةِ الزّهَراء

إنّ عظمة السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام وفضائلها ومزاياها ومصائبها وما رأت من الضغط والكبت والاضطهاد كانت كافية لتهييج العواطف الجيّاشة تجاهها، فلا عجب إذا طفق الشعراء ينثرون مدائحهم للسيدة فاطمة - بمختلف اللغات - ويعبّرون عن شعورهم وحبّهم ومودّتهم إيّاها.

وذلك حينما اهتزت ضمائرهم، فتفتحت قرائحهم، وفاضت أحاسيسهم فطفقوا يثنون على السيدة فاطمة الزهراء أحسن الثناء، ويرثونها بأوجع الرثاء.

وأي شاعر يشعر بآلام السيدة فاطمة الزهراء ولا يهيج شعوره؟ وأي إنسان يدرك مواهب السيدة فاطمة الزهراء ومزاياها ولا يعبّر عن مشاعره؟

إلاّ أن يكون شعوره متحجّراً، أو إدراكه معطّلاً أو أحاسيسه راكدة وجامدة.

إنّ جمال حياة السيدة فاطمة الزهراء يأخذ بمجامع قلب كل حرٍ، وكل قلبٍ حرٍ سليم.

ولقد كان للشعراء مواقف مشكورة مذكورة تجاه سيّدتنا فاطمة الزهراء، وأخصّ منهم شعراء القرون الأخيرة فلقد سجّلوا أروع آيات الولاء بأجمل تعبير، وصبّوها في قالب النظم والقريض مدحاً ورثاءً، وكفاهم بذلك ثمناً للجنّة التي وُعد المتّقون.