الطّاهِرَة
لقد مرّ عليك أنّ من جملة أسمائهاعليهاالسلام : الطاهرة.
وقد روي عن الإمام محمد الباقر عن آبائهعليهمالسلام قال: (إنّما سُمّيت فاطمة بنت محمد: الطاهرة، لطهارتها من كلّ دنس، وطهارتها من كل رفث وما رأت قط يوماً حُمرةً ولا نفاساً)(1) .
وأحسن ما نبحث فيه حول هذا الموضوع هي آية التطهير، وهي قوله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .
إنّ هذه الآية الكريمة تعتبر في طليعة الآيات ذات الأهمّية الكبرى، وذلك لعظم معناها ومغزاها؛ لأنّها منبع فضائل أهل البيت النبوي لاشتمالها على أمور عظيمة، وقد كثرت الأقوال، وجالت الأقلام حول هذه الآية.
ولعلّ من الصحيح أن نقول: إنّ آية التطهير معترك الآراء المتضاربة والأقوال المختلفة، وخاصة حول كلمة:( أَهْلَ الْبَيْتِ ) والمقصود منهم، ومدى شمول هذه الكلمة.
والأمر الذي لا شك فيه أنّ آية التطهير تشمل الصدِّيقة الطاهرة فاطمة الزهراءعليهاالسلام قطعاً، وبإجماع المفسّرين والمحدِّثين من الشيعة والسنَّة، إلاَّ من شذّ وندر.
إذ إنّ جميع الأحاديث الواردة حول نزول هذه الآية متفقة على
____________________
(1) بحار الأنوار ج 43 ص 19.