3%

البَتُول

اعلم أنَّ الله تعالى قد جعل في مخلوقاته - من الجماد والنبات والحيوان والإنسان - قوانين وسُنَن، وجعل تلك المخلوقات خاضعة لتلك القوانين. فالنار طبيعتها الإحراق وهذه سُنّة الله في النار.

والنبات يحتاج إلى زمان محدود ومكان معيّن بشروط خاصة حتى ينمو ويكبر ويثمر، انظر إلى الحبّة التي تُزرع، والعوامل التي تساعدها على أن تنبت من الأرض، والزمان المعيّن لنموِّها، وهذه سُنّة الله في النباتات.

وكذلك الحيوانات جعلها الله خاضعة لقوانين خاصة وأحجامها وألوانها وغير ذلك.

والإنسان كذلك خاضع لقوانين كونيّة، وطبائع جسميّة ونفسيّة وروحيّة، ولكنّ الله تعالى جعل أولياءه فوق تلك القوانين والسنن في ظروف خاصة لحكمته البالغة.

وبعبارة أخرى: جعل الله تلك القوانين هي الخاضعة لأوليائه بإذنه.

انظر إلى النار المحرقة، التي تحرق كل ما أصابته، ولكنّ الله تعالى جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم الخليلعليه‌السلام .

وكذلك أنبت الله على نبيّه يونسعليه‌السلام شجرة من يقطين، بعد أن نبذه الحوت بالعراء وهو سقيم، مع العلم أنّ حبة اليقطين تحتاج إلى مدّة غير قصيرة، حتى تنبت وتورق وتستر بوَرقها جسم إنسان أو غير إنسان، وهكذا جعل الله النبات خاضعاً لوليّه يونسعليه‌السلام .