وهذا ما حرّمه عمر وتبعه عليه عثمان ومعاوية وغيرهما ولكنّهم لم ينسبوا التحريم إلى النبي ولم ينقلوا عنه حديثاً .

موقف علي وكبار الصحابة من تحريمها :

وكان في المقابل أمير المؤمنين عليعليه‌السلام الحافظ للشريعة المطهّرة ، والذاب عن السنّة المكرّمة :

أخرج أحمد ومسلم عن شقيق قال ـ واللفظ للأوّل ـ : ( كان عثمان ينهى عن المتعة ، وكان علي يأمر بها ، فقال عثمان لعلي : إنّك كذا وكذا ثم قال علي(١) : لقد علمت أنّا تمتّعنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال : أجل )(٢) .

وعن سعيد بن المسيّب ، قال : ( اجتمع علي وعثمان بعسفان ، فكان عثمان ينهى عن المتعة والعمرة فقال له علي : ما تريد إلى أمر فعله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تنهى عنه ؟! فقال عثمان : دعنا عنك ! فقال علي : إنّي لا أستطيع أن أدعك )(٣) .

وعن مروان بن الحكم ، قال : ( شهدت عثمان وعليّاً ، وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما فلمّا رأى علي ذلك أهلّ بهما : لبّيك بعمرةٍ وحجّةٍ معاً قال : ما كنت لأدع سنّة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقول أحد )(٤) .

____________

(١) لقد أبهم الرواة ما قاله خليفتهم عثمان لعليعليه‌السلام ، كما أبهموا جواب الإمامعليه‌السلام على كلمات عثمان وفي بعض المصادر : ( فقال عثمان لعلي كلمة ) .

(٢) مسند أحمد ١ | ١٥٦ مسند علي بن أبي طالب ، الرقم ٧٥٨ .

(٣) صحيح البخاري ٢/٥٦٩ كتاب الحج باب التمتّع والإقران والإفراد بالحج ، الرقم ١٤٩٤ وصحيح مسلم ٣/٦٨ كتاب الحج باب جواز التمتّع ، ذيل الرقم ١٢٢٣ مسند أحمد ١/٢٢٠ مسند علي بن أبي طالب ، الرقم ١١٥٠ .

(٤) صحيح البخاري كتاب الحج باب التمتّع والإقران والإفراد بالحج ، الرقم ١٤٨٨ مسند أحمد