المقدمة
كثيرون هم الذين يأتون إلى هذا العالم ويذهبون إلى ذاك العالم ويذهبون كما جاءوا لم يخلّفوا سوى خمول ذكر، وخمود اسم ..
وكثيرون هم الذين خلٌفوا لعائن الأجيال والأمم، وإن بحثت عنهم فلا تجدهم إلاّ في مزابل التاريخ.
وسادةُ هذه القلّة القليلة وأشرافهم هم محمد المصطفى، وأهل بيته سادات الورى - ولا يُقاس بآل محمد أحد -، وما أنجب هذا البيت الطاهر من شخصيات فريدة مثل السيدة زينب، والسيدة سُكينة، وأبي الفضل العباس، وعلي الأكبر، ومسلم بن عقيل، وغيرهم، صلوات الله عليهم أجمعين.
ومن الذين أنجبهم هذا البيت المبارك السيدة الجليلة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظمعليهماالسلام .
وأهل بيت الوحي وأولادهم الطاهرون هم أعظم شأناً من أن تحويهم قوالب الألفاظ أو مرابع الأفكار، بل إنّ الألفاظ والأفكار لتنحسر مبهوتةً من أنوارهم، خجلى من عظمتهم. ولكن ما لا يُدرك كله لا يُترك كله.