9%

بحوث تمهيدية - ١ - الجو الذي نشأ فيه علم العقيدة

القرآن الكريم، احتوى فيما احتواه، التشبيه، والكناية، والمثل والاستعارة.

كان فيه النص، وكان فيه الظاهر. وكان فيه بالإضافة إلى كل ذلك، ما يسمى بالآيات المحكمات والآيات المتشابهات. كما نص على ذلك الكتاب العزيز نفسه( مِنْهُ آيَاتٌ مُحْکَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْکِتَابِ وَ أُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ) (١) .

والمقصود بالآية المحكمة، تلك التي لا تحتمل إلا وجهاً واحداً من المعنى. والمقصود بالآية المتشابهة، تلك التي تحتمل - ابتداءاً - معنيين أو أكثر، وتتردد بين هذه المعاني.

والذي يبدو(٢) ، أن كثيراً من علماء الإسلام اتفقوا على وجوب إرجاع هذه الآيات المتشابهة، إلى المحكم من الآيات، لتُعَيّن هذه المعنى المراد من تلك، فتعود محكمة.

فقد ورد في القرآن - مثلاً - توصيف اللّه بأنه سميع بصير في قوله تعالى( لَيْسَ کَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (٣) وورد فيه( الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) (٤) .

____________________

(١) آل عمران ٨.

(٢) راجع للتوسع تفسير الرازي ٢ / ١٠٨ وصفحة ٣٩٧. والميزان لمحمد حسين الطباطبائي ٣ / ٣١ وما بعدها. والكشاف للزمخشري ١ / ١٧٤ وما بعدها.

(٣) الشورى ١١.

(٤) طه ٦.