وفي باب الترجّل : يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام ، لا يجدون رائحةَ الجنّة .
وفي باب التصاوير: رأى رجلاً يتبع حمامة فقال : شيطانٌ يتبع شيطاناً .
وفي كتاب الآداب : إذا كتب أحدكم كتاباً ، فليُزيّنه ؛ فإنّه أنجح للحاجة .
وفي باب حفظ اللّسان والغيبة : لا تُظهر الشماتة لأخيك ، فيرحمه الله ويبتليك .
وفي باب المفاخرة والعصبية : حبّك الشيء يعمي ويصم .
وفي باب الحبّ في الله ومِن الله : المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم مَن يخالل .
وفي باب الحذر والتأنّي في الأُمور : لا حليم إلاّ ذو عثرة ، ولا حكيم إلاّ ذو تجربة .
وفي باب الرفق والحياء : الحياء حسن الخلق ، والمؤمن غِرّ كريم ، والمنافق خبّ لئيم ) .
صحيحُ النسائي
هذا الكتاب الذي أَطلق عليه اسم الصحيح جمعٌ كبير مِن الأئمّة ، كأبي علي النيسابوري وابن عدي والدارقطني والخطيب وغيرهم ، ووصفه الأكابر بأوصاف جليلة... ففي كتاب ( زهر الربى على المجتبى ) للحافظ السيوطي بعد كلام نقله عن الحافظ ابن حجر :
( قال الحافظ ابن حجر : وإذا تقرّر ذلك ، ظهر أنّ الذي يتبادر إلى الذهن مِن أنّ مذهب النسائي في الرجال مذهب متّسع ، ليس كذلك ، فكم مِن رجلٍ أخرج له أبو داود والترمذي تجنّب النسائي إخراج حديثه ، كما تجنّب النسائي إخراج حديث جماعةٍ مِن رجال الصحيحَين فحكى أبو الفضل ابن طاهر قال : سُئل سعد بن علي الزنجاني عن رجلٍ فوثّقه ، فقلت له : إنّ النسائي لم يحتج ، فقال : يا بنيّ إنّ لأبي عبد الرحمن شرطاً في الرجال أشدّ مِن شرط البخاري ومسلم .
وقال أحمد بن محبوب الرملي : سمعت النسائي يقول : لمّا عزمت على جمع السُنن ، استخرتُ الله في الرواية عن شيوخ كان في القلب منهم بعض الشيء ، فوقعتْ الخيرة على تركهم ، فتنزّلت في جملة مِن الحديث كنت أعلو فيها عنهم .
قال الحافظ أبو طالب أحمد بن نصر شيخ الدارقطني : مَن يصبر على ما يصبر عليه النسائي ؟! كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمةً ترجمة ، فما حدّث منها بشيء .