12%

القدح في النسائي وكتابه

لكنّ الأئمّة الأعلام تكلّموا ـ مع هذا كلّه ـ في النسائي وكتابه وحطّوا عليه ، في مواضع كثيرة:

(منها ) : عندما تكلّم في أحمد بن صالح المصري ، فإنّهم بعدما ذكروا سبب تكلّمه فيه ، عادوا فتكلّموا في النسائي نفسه ؛ لأنّه بعد العلم بسبب ذلك ـ كما ذكروا ـ يظهر قلّة ديانة النسائي ، ومتابعته للهوى في الجرح والتعديل ، وسقوط كلماته في الرجال :

قال السبكي : ( قال الحافظ أبو يعلى في كتاب الإرشاد : ابن صالح ثقة حافظ ، واتّفق الحفّاظ على أنّ كلام النسائي فيه تحامل ، ولا يقدح كلام أمثاله فيه ، وقد نَقِم على النسائي كلامه فيه وقال ابن العربي في كتاب الأحوذي : إمامٌ ثقة مِن أئمّة المسلمين لا يؤثّر فيه تجريح ، وإنّ هذا القول ليحط مِن النسائي أكثر ممّا حطّ مِن ابن صالح ، وكذا قال الباجي )(١) .

قال : ( لا يُلتفت إلى كلام ابن أبي ذئب في مالك ، وابن معين في الشافعي ، والنسائي في أحمد بن صالح ، لأنّ هؤلاء أئمّةٌ مشهورون ، صار الجارح لهم كالآتي بخبرٍ غريب لو صحّ ؛ لتوفّرت الدواعي على ما نقله ، فكان القاطع قائماً على كذبه فيما قاله )(٢) .

_______________________

(١) طبقات السبكي ٢ : ٨ .

(٢) طبقات السبكي ٢ : ١٢ .