4%

الماشي ، والماشي خيرٌ مِن الساعي ، والساعي خيرٌ مِن المرضع ، وأمثال ذلك مِن الأحاديث الصحيحة تبيّن أنّ ترك القتال كان خيراً مِن فعله مِن الجانبين .

وعلى هذا جمهور أئمّة أهل الحديث والسُنّة ، وهو مذهب مالك والثوري وأحمد وغيرهم ، وهذه أقوال مَن يُحسن القول في عليّ وطلحة والزبير ومعاوية )(١) .

فأيّ ريبٍ وشك يبقى في ضلال مالك وهلاكه بعد هذا ؟ لا سيّما بالنظر إلى كلام الفخر الرازي في أنّ مَن تكلّم في الشّافعي فقد آذى الله ورسوله واستحقّ اللّعن ، وذلك ليس إلاّ لكونه قرشيّاً ، فكيف بمَن تكلّم في عليٍّ أمير المؤمنين ، الذي هو بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيّد قريش وبني هاشم ، وهو سيّد الوصيّين ؟!

أللّهمّ إلاّ أنْ يكون ابن تيميّة كاذباً في نسبة تلك الأقوال إلى مالك !!

كان لا يروي عن الإمام الصادق حتّى يضمّه إلى أحد !

ومِن ذلك : ما ذكره الذهبي قال : ( قال مصعب بن عبد الله عن الدراوردي قال : لم يَرْوِ مالك عن جعفر حتّى ظهر أمْرُ بني العبّاس قال مصعب بن عبد الله : كان مالك لا يروي عن جعفر حتّى يضمّه إلى أحد )(٢) .

وكفى طعناً في مالك وكتابه ورواياته أن يكون هذا رأيه في الإمام أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ؟ وكيف يكون القادح في الإمام الصادق ، ثقةً ؟

وعلى الجملة ، فهذا حال مالك وديانته وثقته وأمانته !!

_______________________

 (١) منهاج السنّة ٤ : ٤٣٧ .

(٢) ميزان الاعتدال ٢ : ١٤٤ / ١٥٢١ .