12%

مِن الأباطيل والموضوعات في المُوَطّأ

وكيف يُطمئنّ بروايات مَن هذا حاله وبكتابه ؟! وكيف يُقال بصحّة كتابٍ رُبع رواياته ـ تقريباً ـ عن هشام بن عروة الذي قال مالك عنه : ( كذّاب ) كما تقدّم ؟!

بل لقد ذكر الغزالي أنّه ( كان أحمد بن حنبل يُنْكِر على مالك في تصنيفه الموَطّأ ويقول : ابتدع ما لم يفعلْه الصحابة )(١) .

وفي هذا الكتاب أباطيل وموضوعات كثيرة ، نكتفي بإيراد بعضها :

حديث لا نورّث

( فمنها ) حديثه : ( عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة : ( إنّ أزواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين تُوفيَ رسول الله أردْنَ أن يبعثْنَ عثمان ابن عفّان إلى أبي بكر الصدّيق فيسألْنَه ميراثهنّ مِن رسول الله فقالت لهنّ عائشة : أليس قد قال رسول الله : لانوّرث ما تركناه صدقة )(٢) .

فقد تقدّم سابقاً : أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام كذّب هذا الحديث ، وكيف يُصدّق ما كذّبه عليّ ؟

على أنّ أبا بكرٍ نفسه أيضاً يُكذّبه ، فقد جاء في الأحاديث الصحيحة

_______________________

 (١) إحياء علوم الدين ١ : ٧٩ .

(٢) الموطّأ ٢ : ٩٩٣ / ٢٧ .