4%

منه في البيع على شرط فاسد واختلف العلماء في ذلك ، فمنهم مَن أنكر الشرط في الحديث ، فروى الخطّابي في المعالم بسنده إلى يحيى بن أكثم أنّه أنكر ذلك ، وعن الشافعي في الأُم الإشارة إلى تضعيف رواية هشام المصرّحة بالاشتراط ؛ لكونه انفرد بها دون أصحاب أبيه ، وروايات غيره قابلة للتأويل... )(١) .

حديث انتقاض الوضوء بمسّ الذَكَر

( ومنها ) حديثه في انتقاض الوضوء بمسّ الذَكَر ، الذي أبطله كبار علماء القوم ، وهو : ( مالك : عن عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم : أنّه سمع عروة بن الزبير يقول : دخلت على مروان بن الحكم ، فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء ، فقال مروان : ومَن مسّ الذَكَر الوضوء فقال عروة : ما علمتُ هذا ، فقال مروان : أخبرتني بسرة بنت صفوان أنّها سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إذا مسّ أحدُكم ذَكَره فليتوضّأ )(٢) .

فهذا الحديث ردّوه بوجوه عقلية ونقليّة كثيرة ، وأقاموا البراهين الجليّة على كذبه وبطلانه ، بل لم يستدل به القائلون بهذا القول أيضاً ، لكون راويه مروان بن الحكم الفاسق الفاجر .

وقال الشيخ عبد العليّ الأنصاري في ( الأركان الأربعة ) :

(ولا ينقض مسُّ الذَكَرِ الوضوءَ عندنا ، وقال الإمام الشافعي : وإن مسّ بلا حائل ينقض ، وكذا عند الإمام مالك وقال الإمام أحمد في رواية : ينقض مسّ

_______________________

 (١) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٥ : ١٤٤ ـ ١٤٥ .

(٢) الموطّأ ١ : ٤٢ / ٥٨ .