12%

ثمّ قلت : أتعلّم النحو ، فقلت : إذا حفظت النحو والعربيّة ما يكون آخر أمري ؟

قالوا : تقعد مُعلِّماً فأكبر رزقك ديناران أو ثلاثة .

قلت : وهذا لا عاقبة له .

قلت : فإن نظرت في الشِعْر ، فلم يكن أحد أشعر منّي ما يكون أمري ؟

قالوا : تمدح هذا ، فيهب لك أو يحملك على دابّة ويخلع عليك خلعة ، وإن حرمك هجوته فصرتَ تقذف المحصنات .

فقلت : لا حاجة لي في هذا .

قلت : فإن نظرت في الكلام ما يكون آخره ؟

قالوا : لا يسلم مَن نظر في الكلام مِن مشنّعات الكلام ، فيُرمى بالزندقة ، فإمّا أن يؤخذ فيقتل وإمّا أن يسلم فيكون مذموماً ملوماً .

قلت : فإن تعلّمت الفقه ؟

قالوا : تُسأل وتُفتي الناس وتُطلب للقضاء وإن كنت شابّاً .

قلت : ليس في العلوم شيء أنفع مِن هذا فلزمت الفقه وتعلّمته )(١) .

فظهر أنّ الرجل لم يتعلّم القرآن والحديث والكلام ، ولو صرفنا النظر عن علم الكلام واعتذرنا له بترك غيره مِن علمائهم هذا العلم أيضاً ، كالشافعي الذي ذمّ الكلام بشدّةٍ ، فما العذر في ترك القرآن والحديث ؟

فضل علم الحديث

قال الكرماني في ( شرح البخاري ) :

_______________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ : ٣٣١ .