4%

ثمّ التفت إلى جعفر قائلاً : يا أبا عبد الله ! هذا أبو حنيفة .

فقال : نعم أعرفه .

ثمّ قال المنصور : سله ما بدا لك يا أبا حنيفة .

فجعلت أسأله ويجيب الإجابة الحسنة ، ويفحم ، حتّى أجاب عن أربعين مسألة ، فرأيته أعلم النّاس باختلاف الفقهاء ؛ فلذلك أحْكُم أنّه أفقه مَن رأيت .

أخرجه الحافظ طلحة ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد بن الحسين ، عن أبي نجيح إبراهيم بن محمّد، عن الحسن بن زياد ، عن أبي حنيفة )(١) .

رأي الفيروزآبادي في أبي حنيفة

وفي المتأخرين مِن العلماء أيضاً مَن يطعن في أبي حنيفة بشدّة بل يكفّره بصراحة ، كالفيروزآبادي صاحب القاموس ، وهذا ما حمل الشيخ عليّ القاري على أن يقول في ( رسالته ) :

( وقد أبدع صاحب القاموس ، حيث ترك المروة والناموس ، وأطنب في وصف ابن عربي إلى حدٍّ يعتقد الجاهل أنّه أفضل الخلائق ، وطعن في إمام الأئمّة ومقتدى الأُمّة مولانا أبي حنيفة بل قيل : وكفّره ، لكنّه أنكره ، مع علمه بأنّ علم الإمام ملأ الخافقين ، وعلمه وزهده اشتهر بين الثقلين ، ومِن المعلوم عند صاحب الدين على وجه اليقين أنّ قلامة ظفر الإمام خير مَن ملأ الأرض مِن مثل ابن عربي فيما بين الأنام .

ولم ينكر على ابن عربي في : أنّه يبيح المكث للجُنُب والحائض في

_______________________

(١) جامع مسانيد أبي حنيفة ١ : ٢٢٢ ـ ٢٢٣ .