تكلّم ابن معين فيه
وقد ذكر السبكي تكلُّم ابن معين في الشافعي في كلامٍ له في تكلّم الأئمّة بعضهم في بعض... كما تقدّم نصّه سابقاً .
وقال القاضي أبو اليمن في ( مختار تاريخ بغداد ) بعد ذِكر اعتذار الخطيب مِن إيراد مطاعن أبي حنيفة : ( ما اتّفق قول الخطيب في هذا الفصل وفعله ، بل اختلفا وتباينا ، فإنّه قال : نحن معتذرون بأنّ أبا حنيفة... ولِمَ لم يذكر عند ذكره أخبار محمّد بن إدريس الشافعي في هذا الكتاب بعض ما قاله فيه الناس ، هل أورد الحسن ولم يورد القبيح ؟! ولا حكى عن يحيى بن معين ما قاله فيه ممّا لا نستجيز نحن ـ بحمد الله ـ تسطيره ، ونِعْم ما فعل الخطيب في ذلك الإمام الجليل القدر أعني الشافعي... ) .
فمِن هذا الكلام يظهر أنّ ابن معين قال القبيح في حقّ الشافعي .
ثمّ إنّ ابن معين ينصّ على أنّ كلّ مَن تكلّم هو فيه فهو كذّاب... فقد ( قال هارون بن بشير الرازي : رأيت يحيى بن معين استقبل القبلة رافعاً يديه يقول : اللّهمّ إن كنتُ تكلّمت في رجلٍ ليس هو عندي كذّاباً فلا تغفر لي )(١) .
ومِن هذا الكلام يُفهم أنّه ما تكلّم في أحدٍ وكذّبه إلاّ بعد ثبوت ذلك عنده .
ترجمة ابن معين
وكما يفهم مِن هذا الكلام شدّة ورعه وقوّة علمه ، كذلك تجد
_______________________
(١) تهذيب الأسماء واللغات ٢ : ١٥٧ .