4%

تلاعباً بالدين وتخريباً لشريعة سيّد المرسلين...

ومِن العجب أنّهم يَرْوون عن عمر بن الخطّاب الذمّ الشديد لأصحاب الرأي ، فياليتهم ـ إذ خالفوا أهل البيت النبويّ ـ أطاعوا في هذه المسألة خليفتهم ، ففي ( إزالة الخف ) عن سعيد بن المسيّب قال :

( قام عمر بن الخطّاب في الناس فقال : أيّها الناس ، ألا إنّ أصحاب الرأي أعداء السنّة ، أعْيَتْهم الأحاديث أنْ يحفظوها وتفلّتت منهم أن يعوها ، واستحيوا إذا سألهم الناس أنْ يقولوا لا ندري ، فعاندوا السُنن برأيهم ، فضلّوا وأضلّوا كثيراً... ).

حُكم العَبَث في الصلاة

وقالت الإماميّة بجواز العبث في الصلاة ، وأنّ مسّ الذَكَر غير ناقض للوضوء وغير مبطلٍ لها ، وبذلك أخبار عن الأئمّة الأطهارعليهم‌السلام (١) .

وقد شنّع بعض المخالفين على هذه الفتوى ، وجَعَل يستهزأ بفقهاء الطائفة المُحقّة ويطعن في كتبها وأخبارها ورواتها...

ولم يظهر لتشنيعهم وجه أصلاً ؛ وذلك لأنّه :

إن كان المراد : كون لمس الذَكَر والعبث به في أثناء الصلاة فعلاً مخلاًّ بها ، فبطلان هذا التوهّم وفساده واضح جدّاً ، على أنّ القوم قالوا بعدم منافاة الأكثر مِن ذلك مِن الأفعال للصلاة..

وإن كان المراد : منافاة هذا الفعل للخضوع والخشوع ، فإنّ الخضوع والخشوع ، ليس مِن الواجبات في الصلاة ، وقد نصَّ في ( الأشباه والنظائر )

_______________________

(١) وسائل الشيعة ، كتاب الطهارة ، الباب ٩ مِن أبواب نواقض الوضوء .