12%

القوم لم يكونوا قد آذَوا أهل بيته ، فيبطل كلّ ما يَرْوونه ويزعمونه في باب إيذاء الصحابة لأهل بيت النبيّ .

نَقْد الوجه الثالث

إنّ أساس هذا الوجه ورود لفظ ( أُصيحابي ) في رواية أصحابنا الإماميّة ، وهذا افتراء محض ، فاللّفظ المذكور غير وارد في شيء مِن رواياتنا ، ودعوى وجوده في خبر كتاب سُلَيم كاذبة ، فنسخة كتاب سُلَيم الموجودة عندنا ـ وهي نسخة قديمة جدّاً ـ هي بلفظ ( أصحابي ) وكذا الخبر في كتاب ( البحار ) نقلاً عن كتاب سُلَيم لكنّ القوم مِن عادتهم الكذب والافتراء ، وقد تقدّم في الكتاب التنبيه على موارد مِن هذا القبيل كثيرة .

وعلى فرض وجود لفظ ( أُصيحابي ) في روايات أهل الحقّ ، فغاية ما يدّعى هو دلالة هذا اللّفظ على الشفقة والعطف مِن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنسبة إلى القوم ، فيكون مآل هذا الوجه إلى الوجه السابق ، وقد عرفت أنْ لا مانع مِن ذلك ؛ لكونه لمصلحة تفضيح القوم وظهور سوء حالهم وعدم شمول الشفاعة لهم .

هذا ، وقد تكرّر مِن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تفضيح المشايخ على رؤوس الأشهاد في الدنيا ، وكان ذلك مِنه في مواطن عديدة معهم ، مِن أشهرها قضيّة إبلاغ سورة براءة ، هذه القضيّة التي رواها أئمّة القوم وكبار حفّاظهم أمثال :

الترمذي ، وأحمد ، وعبد الله بن أحمد ، والطبري ، والبغوي ، والنيسابوري ، والنسائي ، والسهيلي ، والثعلبي ، والحاكم ، وابن مردويه ، وابن أبي شيبة ، وابن حبّان ، وعبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي عوانة ، والطبراني ، والدارقطني ، والبيهقي، وابن حجر العسقلاني ، والقسطلاني ، والعيني ، وابن كثير وغيرهم ...