4%

ومناقب أبي داود وكتابه كثيرة مشهورة وفيما أشرتُ إليه كفاية .

وُلِد أبو داود سنة ٢٠٢هـ .

وتُوفي بالبصرة لأربع عشرة بقيت مِن شوال ، سنة ٢٧٥هـ )(١) .

وقال ابن الأثير : ( قال أبو سليمان الخطّابي : كتاب السُنن لأبي داود كتاب شريف ، لم يصنَّف في علم الدين كتاب مثله ، وقد رُزق القبول مِن كافّة الناس على اختلاف مذاهبهم ، فصار حكماً بين فِرق العلماء وطبقات الفقهاء ، فلكلٍّ فيه ورد ومنه شرب وعليه معوَّل أهلِ العراق ومصر وبلاد الغرب ، وكثير مِن مدن أقطار الأرض... وحلّ هذا الكتاب عند أئمّة الحديث وعلماء الحديث محلّ العَجَب ، فضربت إليه أكباد الإبل ودامت إليه الرحل .

قال إبراهيم الحربي لمّا صنّف أبو داود هذا الكتاب : أُلين لأبي داود الحديث كما أُلين لداودعليه‌السلام الحديد وقال ابن الأعرابي عن كتاب أبي داود : ولو أنّ رجلاً لم يكن عنده مِن العلم إلاّ المصحف الذي فيه كتاب الله عزّ وجلّ ثمّ هذا الكتاب، لم يحتج معهما إلى شيء مِن العلم ألبتّة )(٢) .

قدح العلماء في أحاديث سُنن أبي داود

ومع هذا كلّه ، فقد طعن علماء القوم في كثيرٍ مِن أحاديث كتاب أبي داود :

قال الذهبيّ في ( الميزان ) :

( جعفر بن سعد بن سمرة عن أبيه ، وعنه سليمان بن موسى وغيره ، له

_______________________

(١) تهذيب الأسماء واللغات ٢ : ٢٢٤ ـ ٢٢٧ .

(٢) جامع الأُصول ١ : ١٩٢ .