أبكي لذرّيّتي وما يصنع بهم شرار أُمّتي مِن بعدي ، كأنّي بفاطمة بنتي وقد ظُلمت بعدي وهي تنادي : يا أبتاه يا أبتاه ، فلا يعينها أحد مِن أُمّتي ، فسمعت ذلك فاطمة عليهاالسلام فبكت ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تبكينّ يا بنيّة ، فقالت : لست أبكي لما يُصنع بي بعدك ، ولكنّي أبكي لفراقك يا رسول الله ، فقال لها : أبشري يا بنت محمّد بسرعة اللّحاق ، فإنّك أوّل مَن يلحق بي مِن أهل بيتي )(١) .
الحديث الرابع عشر
في ( البحار ) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال :
قال أبي : دفع النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم الراية يوم خيبر إلى عليّ ابن أبي طالبعليهالسلام ، ففتح الله عليه، وأوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنّه مولى كلّ مؤمِن ومؤمِنة وقالعليهالسلام له :أنت منّي وأنا مِنك ، وقال له : تقاتل على التأويل كما قاتلتُ على التنزيل ، وقال له : أنت منّي بمنزلة هارون مِن موسى وقال له : أنا سِلْمٌ لمَن سالمت وحرب لمَن حاربت ، وقال له : أنت العروة الوثقى ، وقال له : أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم بعدي ، وقال له : أنت إمام كلّ مؤمِن ومؤمِنةٍ بعدي ، وقال له : أنت الذي أنزل فيه ( وَأَذَانٌ مِن اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ) ، وقال له : أنت الآخذ بسنّتي والذابُّ عن ملّتي ، وقال له : أنا أوّل مَن تنشقّ عنه الأرض وأنت معي ، وقال له : أنا عند الحوض وأنت معي ، وقال له : أنا أوّل مَن يدخل الجنّة وأنت بعدي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة وقال له : إنّ الله أوحى إليَّ بأن أقوم بفضلك فقمتُ
_______________________
(١) الأمالي للشيخ الطوسي : ١٨٨ / ٣١٦ .