ثمّ دخل الحسن والحسين ، فانكبّا على رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وهما يبكيان ويقولان :أنفسنا لنفسك الفداء يا رسول الله فذهب عليّ ليُنحّيهما عنه ، فرفع رأسه إليه ثمّ قال : دعهما ـ يا أخي ـ يشمّاني وأشمّهما ، ويتزوّدان وأتزوّد مِنهما، فإنّهما مقتولان بعدي ظلماً وعدواناً فلعن الله على مَن يقتلهما .
ثمّ قال :يا عليّ ، أنت المظلوم بعدي ، وأنا خصم لمَن أنت خصمه يوم القيامة )(١) .
الحديث الحادي والعشرون
في كتاب ( المحتضر ) للحسن بن سليمان ، بإسناده إلى سعيد بن جبير :
عن ابن عبّاس قال : ( كان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ذات يوم جالساً ، إذ أقبل الحسن ،فلمّا رآه بكى ثمّ قال : إليَّ يا بنيّ ، فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليسرى ، ثمّ أقبلت فاطمة ، فلمّا رآها بكى ثمّ قال : إليّ يا بنيّة ، فما زال يدنيها حتّى أجلسها بين يديه ، ثمّ أقبل أمير المؤمِنين علي بن أبي طالب ، فلمّا رآه بكى ، ثمّ قال : إليّ يا أخي ، فما زال يدنيه حتّى أجلسه إلى جنبه الأيمن .
فقال له أصحابه : يا رسول الله ، ما ترى أحداً مِن هؤلاء إلاّ بكيت ؟
قال :يا ابن عبّاس : لو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا ، يعذّبهم الله بالنار .
قلت : يا رسول الله ، هل يبغضه أحد ؟
_______________________
(١) كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ١ : ٤٩٧ .