4%

الحديث الثاني والعشرون

روى في ( الكافي ) بإسناده عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير ، قال :

( حدّثني موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال : قلت لأبي عبد الله : أليس كان أمير المؤمِنين عليه‌السلام كاتب الوصيّة ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المملي عليه وجبرئيل والملائكة المقرَّبون عليهم‌السلام شهودٌ ؟ قال : فأطرق طويلاً ثمّ قال : يا أبا الحسن قد كان ما قلت ، ولكن حين نزل برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأمر ، نزلت الوصيّة مِن عند الله كتاباً مسجّلاً ، نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى مِن الملائكة ، فقال جبرئيل : يا محمّد مُرْ بإخراج مَن عندك إلاّ وصيّك ، ليقبضها منّا وتشهدنا بدفعك إيّاها إليه ضامناً لها ـ يعني عليّاً عليه‌السلام ـ فأمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بإخراج مَن كان في البيت ما خلا عليّاً عليه‌السلام ؛ وفاطمة فيما بين الستر والباب .

فقال جبرئيل : يا محمّد ، ربّك يقرئك السلام ويقول : هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمّد شهيداً ، قال : فارتعدت مفاصل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا جبرئيل ربّي هو السلام ومِنه السلام وإليه يعود السلام صدق عزَّ وجلَّ وبرَّ ، هات الكتاب ، فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمِنينعليه‌السلام فقال له : اقرأه ، فقرأه حرفاً حرفاً ، فقال : يا عليُّ ! هذا عهد ربّي تبارك وتعالى إليَّ وشرطه عليَّ وأمانته ، وقد بلّغت ونصحت وأدَّيت ، فقال عليٌّعليه‌السلام وأنا أشهد لك [بأبي وأمّي أنت] بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ويشهد لك به