4%

الحديث الخامس والعشرون

في كتاب ( سُلَيم بن قيس ) : ( إنّه لمّا قتل الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، بكى ابن عبّاس بكاءاً شديداً ثمّ قال : ما بقيت هذه الأُمّة بعد نبيّها ، اللّهمّ إنّي أُشهدك أنّي لعليّ بن أبي طالب ووُلْده وليّ ، ولعدوّه عدوّ ، ومِن عدوّ وُلْده بريّ ، وإنّي سِلْمٌ لأمرهم .

ولقد دخلت على ابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذي قار فأخرج لي صحيفة وقال لي :يا ابن عبّاس ، هذه صحيفة أملاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخطّي بيدي .

قال : فقلت : يا أمير المؤمِنين اقرأها عليّ .

فقرأها ، فإذا فيها كلّ شيء منذ قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكيف يُقتل الحسين ومَن يقتله ومَن ينصره ومَن يستشهد معه ، وبكى بكاء شديداً وأبكاني ، وكان فيما قرأه كيف يُصنع به ، وكيف تستشهد فاطمة ، وكيف يستشهد الحسين ، وكيف تغدر به الأُمّة ، فلمّا قرأ مقتل الحسين ومَن يقتل أكثر البكاء ، ثمّ أدرج الصحيفة وفيها ما كان وما يكون إلى يوم القيامة .

وكان فيما قرأ أمر أبي بكر وعمر وعثمان ، وكم يملك كلّ إنسان مِنهم ، وكيف يقع على عليّ بن أبي طالب ، ووقعة الجمل، ومسير عائشة وطلحة والزبير ، ووقعة صفّين ومَن يقتل بها ، ووقعة النهروان وأمر الحَكَمَين ، وملك معاوية ومَن يقتل مِن الشيعة ، وما يصنع الناس بالحسن ، وأمر يزيد بن معاوية ، حتّى انتهى إلى قتل الحسين ، فسمعت ذلك ، فكان كما قرأ ولم ينقص ، ورأيت خطّه في الصحيفة لم يتغيّر... )(١) .

_______________________

(١) كتاب سُلَيم بن قيس ٢ : ٩١٥ .