عثمان وظلمه وعدوانه ، وكون أبي ذر على الحقّ والصواب .
ومِنها : كلام الشيخين مع أبي ذر ، واستعاذتهما بالله مِن أنْ يصيبه بلاءٌ بسببهما أو في زمانهما... مشيرين إلى كلام رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّه دليلٌ آخر على ثبوت الكلام المذكور عن النبيّ ، ومظلوميّة أبي ذر ، وظلم عثمان .
لقد صدر مِن عثمان ما احترز مِن وقوعه الشيخان ، فيالها مِن وقاحةٍ شديدة ، وقلّة حياءٍ ، وشدّة قسوة !!
ومِنها : صدور أنواعٍ مِن الفسق والفجور مِن معاوية بن أبي سفيان...
كلام أمير المؤمِنين في نفي أبي ذر
هذا ، وقال أمير المؤمِنينعليهالسلام في هذه القصّة كلاماً يعرف به حال عثمان وحزبه ، فقد قال الحافظ سبط ابن الجوزي :
( روى الشّعبي عن أبي أراكة قال : لمّا نُفيَ أبو ذر إلى الربذة كتب إليه عليّرضياللهعنه :أمّا بعد ؛ يا أبا ذر ، فإنّك غضبت لله تعالى فارجُ مَن غضبت له ، إنّ القوم خافوك عل دنياهم وخفتهم على دينك فاترك لهم ما خافوك عليه واهرب مِنهم لما خفتهم عليه ، فما أحوجهم إلى ما منعتهم وما أغناك عمّا منعوك ، وستعلم مَن الرابح غداً ، فلو أنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً على عبد ثمّ اتّقى الله لجعل له مِنها مخرجاً .
لا يؤنسنّك إلاّ الحقّ ولا يوحشنّك إلاّ الباطل .
ولو قبِلْتَ دنياهم لأحبّوك ، ولو رضيت مِنها لأحقّوك ، انتهى )(١) .
_______________________
(١) تذكرة خواصّ الأُمّة : ١٤٣ .