4%

مِن نوادر

الأخبار في أمر الخلافة

قال الراغب الإصفهاني في ( المحاضرات ) :

( عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال :

كنت أسير مع عمر بن الخطّاب في ليلة ، وعمر على بغلة وأنا على فرس ، فقرأ آية فيها ذِكْرُ عليّ بن أبي طالب .

فقال : أما والله يا بني عبد المطّلب ، لقد كان عليّ فيكم أولى بهذا الأمر منّي ومِن أبي بكر .

فقلت في نفسي : لا أقالني الله إنْ أقلت ، فقلت : أنت تقول ذاك يا أمير المؤمِنين ، وأنت وصاحبك اللذان وثبتما وانتزعتما منّا الأمر دون الناس ؟

فقال : إليكم يا بني عبد المطّلب ، أمّا إنّكم أصحاب عمر بن الخطّاب .

فتأخّرت وتقدّم هُنَيْئةً .

فقال : سر لا سرت .

فقال : أعد علَيَّ كلامك .

فقلت : إنّما ذكرتَ شيئاً ورددتُ عليك جوابه ، ولو سكتَّ لسكتنا .

فقال : أما والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوةٍ ، ولكن استصغرناه وخشينا أنْ لا تجتمع عليه العرب ، وقريش مُواتروه .

قال : فأردت أن أقول : كان رسول الله يبعثه في الكتيبة فينطح كبشها ولم يستصغره ، فتستصغره أنت وصاحبك .

فقال : لا جرم فكيف ترى والله ما نقطع أمراً دونه ، ولا نعمل شيئاً حتّى نستأذنه )(١) .

وروى الزبير بن بكار في ( الموفّقيّات ) باللفظ الآتي :

( عن عبد الله بن عبّاس قال : إنّي لأُماشي عمر بن الخطّاب في سكّةٍ مِن سكك المدينة ، إذ قال لي :

يا ابن عبّاس ! ما أرى صاحبك إلاّ مظلوماً .

_______________________

(١) محاضرات الأدباء ٢ : ٤٧٨ / عليّ بن أبي طالب ، مِن فضائله .