وإخوته، فكانت هذه الكرامات كافية في هدايته لخط التوحيد ورسالة ابن أخيه، وإن لم يكن يصرّح بها لفظاً قبل البعثة، لكنّه جهر بها بعده كما سيوافيك إن شاء الله.
مضافاً إلى أنّه كان موضع الثقة من عبد المطلب، وقد أوصاه برعاية ابن أخيه بعده، فلا يصح لعبد المطلب المؤمن الموحّد أن يدلي بوصيّته وكفالة محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم إلى مَن لم يكن على غير خط التوحيد، ولم تكن بينهما وحدة فكرية، وإلى ذلك يشير أبو طالب في هذه القصيدة الدالية:
راعيت فيه قرابةً موصولةً | وحفظت فيه وصيّة الأجدادِ |
أمّا دلائل إيمانه بالله أوّلاً، وبرسالة ابن أخيه ثانياً، بعد بعثة النبيّ الأكرم فحدِّث عنه ولا حرج، وإن كان بعضهم قد هضم حق أبي طالب قرّة عين الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم وقالوا بما لا ينسجم مع الحقائق التاريخية، ولو نقل معشار ما ورد عن إيمانه من فعل أو قول، في حق غيره لاتفق الكل على إيمانه وتوحيده، ولكن - ويا للأسف - إنّ بعض الجائرين على الحق لا يريدون أن يعتبروا تلك الدلائل وافية لإثبات إيمانه.
لم يزل سيّدنا أبو طالب يكلأ ابن أخيه ويذبّ عنه ويدعو إلى دينه الحنيف منذ بزوغ شمس الرسالة إلى أن لقي ربّه، وكفانا من إفاضة القول في ذلك، الكتب المؤلّفة حول تضحيته لأجل الحق ودفاعه عنه شعراً ونثراً، ونكتفي بالنزر اليسير من الجم الغفير:
١ - كتب أبو طالب إلى النجاشي عندما نزل المهاجرون من المسلمين بقيادة