5%

ولا كرامة ولا معجزة إلاّ وقد أعطاها نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكيف جاز أن يكون عيسىعليه‌السلام في المهد نبيّاً ولم يكن نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أربعين سنة نبياً ؟!(١) .

قال سبحانه حاكياً عن المسيح:( قَالَ إِنّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيَّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيَّاً ) (٢) .

وقال سبحانه مخاطباً ليحيى:( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً ) (٣) .

ولازم ذلك أنّ النبيّ قبل بعثته في صباه، أو بعد ما أكمل الله عقله، كان نبيّاً مؤيّداً بروح القدس يكلّمه الملك، ويسمع الصوت ويرى في المنام.

وإنّما بُعث إلى الناس بعد ما بلغ أربعين سنة، وعند ذاك كلّمه الملك معاينة ونزل عليه القرآن وأُمر بالتبليغ.

ويؤيّد ذلك ما رواه الجمهور عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أنّه كان نبيّاً وآدم بين الروح والجسد(٤) .

هذا كلّه راجع إلى حاله قبل بعثته، وأمّا بعدها فنأتي بمجمل القول فيه:

حاله بعد البعثة

قد عرفت حال النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل بعثته، فهلمّ معي ندرس حاله بعدها ،

____________________

١ - البحار: ١٨/٢٧٩.

٢ - مريم: ٣٠ - ٣١.

٣ - مريم: ١٢.

٤ - نقل العلاّمة الأميني مصادره عن عدّة من الكتب، وذكر أنّ للحديث عدّة ألفاظ من طرقٍ شتّى، لاحظ الجزء ٩/٢٨٧.