5%

قبل الخلق العظيم، حاش لله، إنّ ذلك لهو الإفك المبين، وإنّما هي الحيرة تلم بقلوب أهل الإخلاص، فيما يرجون للناس من الخلاص، وطلب السبيل إلى ما هدوا إليه من إنقاذ الهالكين وإرشاد الضالين(١) .

الآية الثانية: الأمر بهجر الرجز

يقول سبحانه:( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالْرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ) (٢) .

استدلت المخطِّئة بأنّ الرجز بمعنى الصنم والوثن، ففي الأمر بهجره إيعاز لوجود أرضية صالحة لعبادتهما في شخصية النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

أقول : إنّ الرجز في القرآن الكريم استعمل في المعاني الثلاثة التالية:

١ - العذاب.

٢ - القذارة.

٣ - الصنم.

ولك أن تقول: إنّ المفاهيم الثلاثة أشكال لمعنى واحد جوهراً، وليست بمعان متعدّدة، ولكنّ تعيين أحد الأمرين لا يؤثّر فيما نرتئيه، توضيح ذلك:

إنّ ( الرجز ): بكسر الراء قد استعمل في القرآن تسع مرّات، وقد أُريد منه في جميعها العذاب إلاّ في مورد واحد، وإليك مظانّها: البقرة/٥٩، الأعراف/١٣٤ وجاءت اللفظة فيها مرّتين، والأعراف/١٤٥ و ١٦٢، الأنفال/١١، سبأ/٥، الجاثية/١١، والعنكبوت/٢٩.

____________________

١ - رسالة التوحيد: ١٣٥ - ١٣٦.

٢ - المدّثر: ١ - ٧.