5%

بحبل العصمة وولي أمر الله بإذنه، ولنا في الاَجزاء الآتية من هذه الموسوعة بحث حول الشهداء في القرآن، فنكتفى بهذا القدر في المقام.

ثم إنّ العلاّمة الحجّة السيد عبد الله شبر أقام دلائل عقلية ونقلية على صيانة النبي عن الخطأ ولكن أكثرها كما صرّح به نفسه - قدس الله سره - مدخولة غير واضحة، ومن أراد الوقوف عليها فليرجع إلى كتابه(١)

أدلّة المخطّئة

إنّ بعض المخطّئة استدلّ على تطرّق الخطأ والنسيان إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببعض الآيات غافلة عن أهدافها، وإليك تحليلها:

١ - قال سبحانه:( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ ) (٢) .

زعمت المخطّئة أنّ الخطاب للنبي وهو المقصود منه، غير أنّها غفلت عن أنّ وزان الآية وزان سائر الآيات التي تقدّمت في الأبحاث السابقة، وقلنا بأنّ الخطاب للنبي ولكن المقصود منه هو الأُمّة، ويدل على ذلك، الآية التالية لها قال:( وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِن شيءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) (٣) ، فإنّ المراد أنّه ليس على المؤمنين الذين اتقوا معاصي الله من حساب الكفرة شيء بحضورهم مجلس الخوض، وهذا يدل على أنّ النهي عن الخوض تكليف

____________________

١ - مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار: ٢/١٢٨ - ١٤٠.

٢ - الأنعام: ٦٨.

٣ - الأنعام: ٦٩.