5%

الحياة والأمور الفردية أو الاجتماعية فلا بد أن توجّه بوجوه غير هذه الثلاثة - كما سيوافيك بيانها عند البحث عن المقام الثاني - أعني: العصمة عن الخطأ والاشتباه، والمهم هو البحث عن المقام الأوّل؛ ولذلك قدّمنا الكلام فيه.

نعم هناك عدّة روايات تصرّح بأنّ، هناك ( روحاً ) تعصم الأنبياء والرسل عن الوقوع في المهالك والخطايا، وإليك بيانها:

الروح التي تسدّد الأولياء

روى أبو بصير قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله تبارك وتعالى:( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلاَ الإيمان ) (١) قال: ( خلق من خلق الله عزّ وجلّ أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله يخبره ويسدّده وهو مع الأئمّة من بعده )(٢) .

وهذه الرواية مع أنّ ظاهرها لا ينطبق على الآية؛ لأنّ الوحي يتعلّق بالمفاهيم والألفاظ لا بالجواهر والأجسام، فالملك الذي هو أعظم من جبرئيل وميكائيل لا يمكن أن يتعلّق به الوحي، ويكون هو الموحى به، وإنّما يتعلّق به الإرسال والبعث ونحو ذلك، لا صلة لها بباب المعاصي بل هي راجعة إلى التسديد في تلقّي الوحي وإبلاغه إلى الناس، وحفظهم عن الخطأ على وجه الإطلاق.

على أنّ هناك روايات تشعر بأنّ هذه الروح التي تؤيّد الأنبياء غير خارجة عن ذواتهم، وهذا جابر الجعفي يروي عن الإمام الصادق في تفسير قوله سبحانه:( وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً * فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصحابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصحابُ

____________________

١ - الشورى: ٥٢.

٢ - الكافي: ١/٢٧٣، باب ( الروح التي يسدّد بها الأئمّة ) الحديث ١ و٢.